الجمعة، 11 فبراير 2011






قديما كان الفنان ينجز هذه الزخارف بطريقة سهلة ، إذ يرسم جزءاً من الوحدة الزخرفية ، يكرره مرتين أو أربع مرات فتتكون لديه وحدة زخرفية كاملة ، ومن تكرر هذه الوحدة الزخرفية في المساحة التي يريد ملأها بالزخرفة ، ويطلق على هذه الوحدة الزخرفية اسم "الربع الزخرفي " الذي يسمى بأسماء مشتقة من النجمة أو المضلع الهندسي الرئيسي فيه ، وهكذا أصبح الفنان يصب كل جهده في ابتكار وحدات زخرفية أكثر تنوعاً وتعقيداً .

وأقدم مثال على الأطباق النجمية وصلنا من بغداد نراه في " باب الظفرية " ، الذي يرجع تاريخه إلى اواخر القرن الخامس وأوئل القرن السادس الهجري ( الحادي عشر - الثاني عشر الميلادي ) ، وهي زخارف ناضجة وعلى درجة كبيرة من التطور .

ومما لاشك فيه ، أنا تمثل مرحلة متطورة من زخارف أقدم عهداً لم تصل إلينا امثلة منها ، كما تدل أيضًا على أن هذه الزخرفة الهندسية كانت مزدهرة في بغداد قبل هذا التاريخ بفترة ليست قصيرة وقد تطورت هذه الأطباق النجمية في الفترة العباسية المتأخرة ، حيث وصلتنا من القصر العباسي نماذج متنوعة من هذه الزخارف ، ابدى فيها الفنان براعة في تركيبها ودقة صنعها ، كما وصلتنا من المدرسة المستنصرية زخارف نجمية وطبقية بديعة ، حيث تطورت تطوراً كبيراً عن السابق ، وأصبحت ذات أشكال معقدة ، وأنواع كثيرة . فقد وصلنا منها عشرون نوعا صيعتمد كل واحد منها على وحدة زخرفية كثيرة. فقد وصلنا منها عشرون نوعاً يعتمد كل واحد منها على وحدة زخرفية خاصة . وتعددت أنواع النجوم وتنوعت الأشكال المنتظمة وغير المنتظمة .

وفي العصر المغولي ، استعملت زخارف قوامها نجوم ومضلعات وأشكال رأسية معقوفة .نراها تتمثل في أبنية هذا العصر ، وهي مئذنة جامع الخلقاي وقية الشخ عمر ببغداد وهما البنايتان اللتان بقيتا منهذهالفترة في بغداد . غير أنه لم تصلنا أطباق نجمية كتلك التي وصلتنا في العصر العباسي ، ولع هذا يرجع غلى اندثار غالبية الأبنية التي ترجع إلى هذا العصر

وسارت هذه الزخارف الطبقية في العصر الجلائري نحو التطور والتعقيد ، حيث وصلتنا من آثار هذا العصر ، المدرسة المرجانية التي زينت بزخارف هندسية قوامها أطباق نجمية معقدة ، فنرى فيها نجوماً متعددة الرؤوس وأشكالاً هندسية منتظمة ذات أضلاع متعددة . ويمكننا تقسيم الزاخارف الهندسية التي وصلتنا من آثار بغداد إلى قسمين رئيسيين هما :

الزخارف التي تقوم على أوضاع الآجر :

وهي أبسط أنواع الزخارف الهندسية ، وتعتمد علىالاستفادة من الشكل المستطيل لقطعة الآجر نفسها في سبيل تكوين أشكال هندسية تنتج من اختلاف وضعية القطع الآجرية ، حيث توضع واحدة منها بصورة عمودية إلى جانبها قطعة أخرى أفقية ، أو توضع صفوف من الآجر بصورة رأسية أو عمودية تختلف عن الصفوف الأفقية الأفقية الاعتيادية في البناء ، ويتجلى ذلك في معظم الزخارف الجدارية التي وصلتنا من بغداد ، ومن أبرزها زخارف المآذن ، ومشهد زمرد خاتون ، وخان مرجان .

ومن أنواع الزخارف التي تتكون من اختلاف أوضاع الآجر نوع يشبه في شكله النسيج أو الحصير ، لذلك أطلق على هذه الزخارف اسم الزخارف الحصيرية . ويتبع المعماري في تكوينها في تكوينها نظامًا حسابيًا في بادىء الأمر ، ثم أصبح معقدًا فيما بعد ، حيث بلغت هذه الزخارف أوج تطورها ونضوجها في أواخر العصر العباسي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق