الجمعة، 11 فبراير 2011





الزخارف الهندسية الإسلامية
استعمل الإنسان الزخارف الهندسية في جميع الحضارات التي ظهرات منذ العصر الحجري إلى الآن . ولعل اهتمام الانسان بالزخارف الهندسية يعود إلى نزوعه الفطري نحو التجريد من جهة ، والتوجيه الذي تفرضه الخامة والأداء أثناء عملية الانتاج من جهة أخرى . ويمكننا أن نقول أن نشأة الزخارف الهندسية لم تكن مسألة ارادية بقدر ما هي مسألة لا ارادية .

ومهما يكن من شيء ، فإن الزخارف الهندسية أخذت في ظل الحضارة العربية الإسلامية ، أهمية خاصة ، وتميزت بشخصية فريدة لا نظير لها في أية حضارة من الحضارات ، فاصبحت في كثير من لاأحيان ، العنصر الرئيس الذي يغطي مساحات كبيرة ، يلعب الخط الهندسي فيها دورًا كالدور الذي يلعبه الخط المنحني في "الأرابيسك " .

وكان هم الفنان المسلم وشغله الشاغل ، أن يبحث عن تلوين جديد مبتكر يتولد من اشتباكات قواطع الزوايا ، أو مزاوجة الأشكال الهندسية ، لتحقيق مزيد من الجمال الرصين الذي يسبغه على التحف التي ينتجها . ولسنا نظن أن المسلمين كانلديهم كتب فيا ناذج الزخارف الهندسية الذائغة ، ولا شك أنهذهالزارف كانت سراً من اسرار الصناعة ، كانت تصنع لها قوالب ونماذج يستعملها الصناع والفنانون .

أما السبب في عناية الفنان المسلم بالزخارف الهندسية وشغفه بها فيرجع غلى الفكرة السائدة حول تحريم أو كراهية تصوير الكائنات الحية في الإسلام ، إذ أن شكوك الفنان المسلم في هذه المسأله ، جعلته ينصرف عنها ويتجه بكل طاقته وجهده نحو الأشكال الهندسية وتطويرها وابتكر منها أشكالاً جديدة ، حتى احتلت مكانة مرموقة ، واصبحت مميزة مهمة امتاز بها الفن الإسلامي .

الزخارف الهندسية في العصر الأموي :

ومن ابرز أنواع الزخارف الهندسية التي امتازت بها الفنون الإسلامية : الأشكال النجمية متعددة الأضلاع ، والتي تشكل ما يسمى "الأطباق النجمية "

ومنذ العصر الأموي ، وصلتنا زخارف هندسية ذات أطباق نجمية ، نراها ممثلة في النوافذ المشبكة الموجودة في الجامع الأموي بدمشق ، والذي بناه الخليفة الوليد بن عبد الملك ( 88- 96 هـ ، 706- 714 م ) ز إن زخارف هذه المشبكات تقوم على دوائر متقاطعة ومتداخلة تحصر بينها دوائر صغيرة او أشكال تشبه النجوم الثمانية ، إضافة غلى المضلعات المتنوعة . كا توجد هناك زخارف طبقية ونجمية متنوعة قوامها دوائر متساوية مع بعضها تتقاطع وتتداخل معها خطوط أخرى ، فتؤلف ما يشه النجوم السداسية ، أو النجوم الثمانية ، كما أننا نرى في بعضها أشكالاً هندسية مختلفة كالمربعات والمسدسات والمعينات والأشكال المتعددة الأضلاع .

الزخارف الهندسية في العصر العباسي :

أما العصر العباسي فقد امتاز بالزخارف الهندسية على الجص البسيطة التكوين ، حيث اكتشفت في أطلال سامراء العاصمة الثانية للعباسيين ، بعضها قوامها مربع تحيط به اربعة مسسات كبيرة نسبياً ، غير أنه لم تظهر في زخارف سامراء "الأطباق النجمية " لا البسيطة منها ولا المعقدة .

وفي مصر ، بدأت هذه الزخارف الطبقية ، تحتل مكانة مرموقة منذ العصر الطولوني ، حيث يحتفظ المسجد الطولوني - الذي بني في سنة 265هـ / 879 م بأمثلة متنوعة ، منها نراها في بواطن العقود والنوافذ المشبكة وقوام هذه الزخارف نجوم متعددة الرؤوس تحيط بها مضلعات مختلفة على غرار ما شاهدناه في المدرسة المستنصرية ببغداد .

الزخارف الهندسة في العصر الفاطمي :

ثم تطورت كثيراً تلك الزخارف الهندسية النجمية في مصر في العصر الفاطمي ( 358هـ / 969م - 567هـ / 1171م ) . ففي الجامع الأزهر ومسجد الأقمر ومسجد الحاكم أمثلة تشهد على تنوعها ، وتعقد اشكالها وتراكيبها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق